يعتبر الغناء من أعلى أشكال التعبير عن خلجات النفس البشرية بأدق تفاصيلها تلك التي تعجز وسائل التعبير الأخرى عن الإفصاح عنها، فالأغاني والأهازيج الشعبية هي مجموعة من اللوحات التعبيرية، التي تم رسمها بدقة عالية حسب خصائص ولهجة كل شعب، وهي تعبر بصورة أو بأخرى عن السمات العامة لشخصية مجتمع بأكمله.
فالغناء ليس بدعةً تم اختراعها، وليس تسلية لملء الفراغ، لكنه المعتقد عندما يتجسد بشكل أغنية معبرة عن مختلف أوجه الحياة حيث تكثر في أعراسنا الجبلية والجولانية الحديثة أهازيج قديمة حافظت على نفسها وسط زحمة صالات الأفراح الحديثة والأغاني الصاخبة خاصة عندما يقوم أهل العريس بنقل العروس من بيت أهلها إلى بيت العريس بالزينات الجميلة والمميزة.
أهازيج ومواويل وأغاني قديمة ما يزال الكثيرون يرددونها بحسب ما ذكره لنا السيد "موسى الفندي" ابن قرية "واسط- الحجف" في الجولان والمعروف بمشاركاته الشعبية بالأفراح وحفظه للأهازيج ومنها:
"يا دار أبو(..) يا دار وإنشاء الله تبقى عمار
والقهوة تضرب فيكي والمنسف لباب الدار
والقهوة تضرب فيكي الله يخلي راعيكي"
وبالمقابل يقوم أهل العروس بالرد عليهم بـ:
"أهلاً وسهلاً شرفتوا يا ضيوف ويا محليه
لا تقولوا جايين ضيوف إحنا وانتو أهلية".
وبعدها تبادر إحدى النساء المقرّبة للعريس بأهزوجة:
"أويها... يا أبو(...)
أفرش منزلك ريشي أويها جايين
الأمرا والدراويشي
وجايين الإمارة على
ظهور الخيل وعلى روسهم الطرابيشي".
ويضيف الفندي: «وبعد هذا يستأذنون والد العروس أو ولي أمرها بأخذ العروس بعد أن تودع أهلها يردد الأهالي أهزوجة حيث تغني النساء في طريقهم إلى بيت العريس:
"جينا وجينا وجينا
جبنا العروس وجينا
كرمال عيون الكحلا
خلّي الدنيا تلاقينا".
وعند وصول العروس إلى بيت العريس تقام الحفلات ويتغنون بالعريسين ويغنى أحيانا مثل هذه الأهازيج التي رددها لنا السيد "موسى":
"عريسنا بدر البدور
عروستنا شمس الضحى
وياربي تمم هالفرح
بجاهكم يا ربعنا".
الباحث في تراث الجولان الأستاذ "أحمد محمود الحسن" علق على أهمية الحفاظ على هويتنا التراثية والأهازيج الشعبية قائلا: «في موروثنا الشعبي الكثير من المواويل والأهازيج والأغاني والميجانا التي لاتزال محفوظة في ذاكرة الكبار وتناقلتها الأجيال المتعاقبة رغم دخول الآلات الحديثة وصالات الأفراح وخاصة في قرانا الريفية التي تعتمد على البساطة والعفوية».
وأشار "الحسن" إلى دور المطربين الشعبيين في الحفاظ على هوية الأهازيج من خلال تناقلها بين الأعراس وفي المناسبات الاجتماعية مؤكدا أن الحفاظ على الآلات الفنية والموسيقية التقليدية ومنها "الشبابة" و"الربابة" هي جزء من الحفاظ على هذه الأهازيج.
وعن الشعر الشعبي المغنى في قرى الجولان، والذي يعد الأرضية الصلبة والحاضن للمواويل تابع "الحسن" يقول: «يبدأ تاريخ هذا الشعر منذ زمان بعيد، وهو كما نعتقد مستودع غنيّ للمشاعر يصوّر الشخصية الجولانية بأبعادها الدقيقة خير تصوير عاكساً الحالة الاجتماعية والاقتصادية والوجدانية، لأنه امتلك القدرة المتميزة ليكون آلة تصور جغرافيا المكان وفصوله وطقوسه، وكأنها موسوعة من الجماليات تعطي ابن الجولان صورته وحضوره وقدرته على التكيف مع الظروف التي عاصرها».
واستعرض الباحث أبرز سمات الشعر الشعبي والمواويل الجولانية وأبرزها: سهولة في الأداء واللحن والإيقاع، عراقة في الانتماء إلى حيّزي الزمان والمكان، قدرة فريدة على دخول العقول والقلوب دون استئذان، ومن أنواعها الهجيني والترويدة والميجانا وظريف الطول.
واختتم "الحسن" حديثه مبينا أنواع الشعر الشعبي الجولانيّ قائلا :«فيما يتعلق بالهجيني إنها ألّفت لتغنى وغالباً ما كانت تولد مغّناة بشكل ارتجالي، والهجان من الإبل البيضاء الخالصة اللون حيث ترعرع هذا النوع من الغناء في أحضان البوادي وعلى ألسنة الرعاة ويغنى إفرادياً وثنائياً وجماعياً.
أما طريقة الأداء فتقتصر على مد الصوت وقصره، وسرعته وبطئه، وهناك ما يسمى "القوال" الذي يبدأ الغناء و"الرداد" من يعيد الشطر الهجيني.
بالنسبة للترويدة تغنى للرويدة لحظة وداعها لعشيرتها وهي أغنية حزينة جياشة العواطف والأحاسيس، وتردد في الأعراس الجولانية.. والرويدة الفتاة البكر والريانة والرشيقة فيقال:
"حنيت دايا ولا حنيت أصابيعي يامحلا النوم بحضين المرابيعي"،
و الميجنا كما هو معروف جزء من الموال الشعبي في الجولان يغنيه عادة الفلاحون والرعاة في الحقول مستخدمين الناي "الشبابة" ويبدأ المغني بترديد الميجانا في بداية الموال ثلاث مرات ثم يغني، وعادة ما يكون مضمون القصائد ذات أبعاد وطنية أو غزلية.
أما التركيب الشعري للميجانا فيكون من أربعة مقاطع، ثلاثة منها تنتهي بكلمات وألفاظ متشابهة. ومن الغناء أيضاً "أبو الزلف" و"الحداء" و"الزجل"».
فالغناء ليس بدعةً تم اختراعها، وليس تسلية لملء الفراغ، لكنه المعتقد عندما يتجسد بشكل أغنية معبرة عن مختلف أوجه الحياة حيث تكثر في أعراسنا الجبلية والجولانية الحديثة أهازيج قديمة حافظت على نفسها وسط زحمة صالات الأفراح الحديثة والأغاني الصاخبة خاصة عندما يقوم أهل العريس بنقل العروس من بيت أهلها إلى بيت العريس بالزينات الجميلة والمميزة.
أهازيج ومواويل وأغاني قديمة ما يزال الكثيرون يرددونها بحسب ما ذكره لنا السيد "موسى الفندي" ابن قرية "واسط- الحجف" في الجولان والمعروف بمشاركاته الشعبية بالأفراح وحفظه للأهازيج ومنها:
"يا دار أبو(..) يا دار وإنشاء الله تبقى عمار
والقهوة تضرب فيكي والمنسف لباب الدار
والقهوة تضرب فيكي الله يخلي راعيكي"
وبالمقابل يقوم أهل العروس بالرد عليهم بـ:
"أهلاً وسهلاً شرفتوا يا ضيوف ويا محليه
لا تقولوا جايين ضيوف إحنا وانتو أهلية".
وبعدها تبادر إحدى النساء المقرّبة للعريس بأهزوجة:
"أويها... يا أبو(...)
أفرش منزلك ريشي أويها جايين
الأمرا والدراويشي
وجايين الإمارة على
ظهور الخيل وعلى روسهم الطرابيشي".
ويضيف الفندي: «وبعد هذا يستأذنون والد العروس أو ولي أمرها بأخذ العروس بعد أن تودع أهلها يردد الأهالي أهزوجة حيث تغني النساء في طريقهم إلى بيت العريس:
"جينا وجينا وجينا
جبنا العروس وجينا
كرمال عيون الكحلا
خلّي الدنيا تلاقينا".
وعند وصول العروس إلى بيت العريس تقام الحفلات ويتغنون بالعريسين ويغنى أحيانا مثل هذه الأهازيج التي رددها لنا السيد "موسى":
"عريسنا بدر البدور
عروستنا شمس الضحى
وياربي تمم هالفرح
بجاهكم يا ربعنا".
الباحث في تراث الجولان الأستاذ "أحمد محمود الحسن" علق على أهمية الحفاظ على هويتنا التراثية والأهازيج الشعبية قائلا: «في موروثنا الشعبي الكثير من المواويل والأهازيج والأغاني والميجانا التي لاتزال محفوظة في ذاكرة الكبار وتناقلتها الأجيال المتعاقبة رغم دخول الآلات الحديثة وصالات الأفراح وخاصة في قرانا الريفية التي تعتمد على البساطة والعفوية».
وأشار "الحسن" إلى دور المطربين الشعبيين في الحفاظ على هوية الأهازيج من خلال تناقلها بين الأعراس وفي المناسبات الاجتماعية مؤكدا أن الحفاظ على الآلات الفنية والموسيقية التقليدية ومنها "الشبابة" و"الربابة" هي جزء من الحفاظ على هذه الأهازيج.
وعن الشعر الشعبي المغنى في قرى الجولان، والذي يعد الأرضية الصلبة والحاضن للمواويل تابع "الحسن" يقول: «يبدأ تاريخ هذا الشعر منذ زمان بعيد، وهو كما نعتقد مستودع غنيّ للمشاعر يصوّر الشخصية الجولانية بأبعادها الدقيقة خير تصوير عاكساً الحالة الاجتماعية والاقتصادية والوجدانية، لأنه امتلك القدرة المتميزة ليكون آلة تصور جغرافيا المكان وفصوله وطقوسه، وكأنها موسوعة من الجماليات تعطي ابن الجولان صورته وحضوره وقدرته على التكيف مع الظروف التي عاصرها».
واستعرض الباحث أبرز سمات الشعر الشعبي والمواويل الجولانية وأبرزها: سهولة في الأداء واللحن والإيقاع، عراقة في الانتماء إلى حيّزي الزمان والمكان، قدرة فريدة على دخول العقول والقلوب دون استئذان، ومن أنواعها الهجيني والترويدة والميجانا وظريف الطول.
واختتم "الحسن" حديثه مبينا أنواع الشعر الشعبي الجولانيّ قائلا :«فيما يتعلق بالهجيني إنها ألّفت لتغنى وغالباً ما كانت تولد مغّناة بشكل ارتجالي، والهجان من الإبل البيضاء الخالصة اللون حيث ترعرع هذا النوع من الغناء في أحضان البوادي وعلى ألسنة الرعاة ويغنى إفرادياً وثنائياً وجماعياً.
أما طريقة الأداء فتقتصر على مد الصوت وقصره، وسرعته وبطئه، وهناك ما يسمى "القوال" الذي يبدأ الغناء و"الرداد" من يعيد الشطر الهجيني.
بالنسبة للترويدة تغنى للرويدة لحظة وداعها لعشيرتها وهي أغنية حزينة جياشة العواطف والأحاسيس، وتردد في الأعراس الجولانية.. والرويدة الفتاة البكر والريانة والرشيقة فيقال:
"حنيت دايا ولا حنيت أصابيعي يامحلا النوم بحضين المرابيعي"،
و الميجنا كما هو معروف جزء من الموال الشعبي في الجولان يغنيه عادة الفلاحون والرعاة في الحقول مستخدمين الناي "الشبابة" ويبدأ المغني بترديد الميجانا في بداية الموال ثلاث مرات ثم يغني، وعادة ما يكون مضمون القصائد ذات أبعاد وطنية أو غزلية.
أما التركيب الشعري للميجانا فيكون من أربعة مقاطع، ثلاثة منها تنتهي بكلمات وألفاظ متشابهة. ومن الغناء أيضاً "أبو الزلف" و"الحداء" و"الزجل"».
الأحد يناير 08, 2012 2:37 pm من طرف نعيم كمو
» صوت صديقتي
الأحد يناير 08, 2012 2:31 pm من طرف نعيم كمو
» وردة حمراء في الأفق البعيد
الجمعة يونيو 17, 2011 8:31 pm من طرف نعيم كمو
» أعيادك يا نيسان عيد الإستقلال الوطني في سوريه
السبت أبريل 16, 2011 6:26 pm من طرف نعيم كمو
» لماذا الرحيل
الجمعة أبريل 15, 2011 9:14 pm من طرف نعيم كمو
» حوار بين حواء وآدم
الأحد أبريل 10, 2011 8:51 pm من طرف نعيم كمو
» الفرق بين الأمس واليوم
الخميس أبريل 07, 2011 1:37 pm من طرف نعيم كمو
» وين الغوالي
السبت ديسمبر 18, 2010 6:29 pm من طرف ميشيل ميرو
» تعالي نسكن الفردوس
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 9:19 pm من طرف نعيم كمو
» عدت يا صيف
الإثنين أكتوبر 11, 2010 8:21 pm من طرف امل