غرباء عن انفسنا

وهل هناك أكثر صعوبة من الضياع؟ أكثر صعوبة من أن الإنسان ضائع يشعر بالغربة مع نفسه؟
كل شيء جميل يكاد يتوقف فينا. انعكاس الشمس في عيوننا, وحولنا الحب والفرح واللهفة والانتظار. نظرتنا كنظرة جامدة في عيون ميت بارد.
كل شيء جميل يكاد يتوقف فينا, حولنا السكوت والصمت, فالصمت مرادف للقتل, والصمت عن كلمة إعلان حق.. أيضاً قتل.
زماننا هو زمن القتل بالصمت والإهمال.
إننا لم نعد نرغب بسماع أي شيء بين وقت وآخر، ولا نريد أن نسمع تفاصيل حكاية نشعر من خلالها بالتفاؤل والإنسانية.
تُرسم أسئلة على الوجوه..
متى يتوقف هذا الجنون؟
ومتى تصحوا ضمائركم أيها الضائعون؟
لم يعد بوسعنا أن نفعل شيئا.. لا تستطيع أن تنام ووسادتك قنبلة موقوتة, وتصحو وبيتك فوهة مدفع, وكيف تأكل والبارود ملح خبزك, ولأي مكان تهرب والموسيقى التي تسمعها صراخ رشاشات.
لم يعد بوسعنا أن نفعل شيئا.. لا ننام ولا نصحوا, لا نحب ولا نكره, لا نتحمس ولا نسترخي، بعد أن صارت أجسادنا توابيت متحركة في الشوارع.
أردنا المحبة وردةً جميلةً, فاكتشفنا أنها طعنة خنجر.. إذا أُسيء أستعمالها.
فالمحبة نار تضيء أو تُحرق.
وكم يحزنك أحياناً ما يبهج بعض الناس.
قلوبنا كالتفاحة يقضمها الحزن ومهنتنا اختراع التفاؤل, وحريتنا مع ذاتنا كمذاق الحب لا نستطيع تزوير نكهته.
نحن غرباء وضائعون مع ذاتنا, نشتهي الاستقرار، لكن ثمة أمل أن نُبدع ما دمنا غير مستقرين.

يسلمو الايادي

صرخه وجدان

هيا الحياة كذا

تحتال علينا لكن

علينا ان نبقى بامل

الف شكر بوركت