بناءً على مفاهيم العلاقة بين الرجل والمرأة عندنا، هل يمكن القول: أن المرأة تريد رجلاً واحداً يؤمن لها كل رغباتها. والرجل يريد كل النساء اللائي يؤمنّ له رغبة واحدة؟!. اختصار مُبتذل، لكنه كم هو بعيدٌ عن الواقع؟..
حرب دائرة منذ بداية الزمن الذكوري. ومازلنا نحن شركاء فيها منذ ذلك الأزل. الرجل "لعنة" المرأة، والمرأة "لعنة" الرجل. رغم أن الطبيعة تفرض أن يكون الرجل سعادة وبَرَكة المرأة، والمرأة سعادة وبَرَكة الرجل.
عند الحديث عن جرائم "الشرف الرفيع والغليظ"، أو قراءة ما يتعلق في هذا ضمن مسودات المشاريع القانونية، يدق على "الجمجمة" جرس الحياة ومعناها الجميل و"رسالتها"، أو تلطم الجمجمة على حائط "مبكانا" في "عصفورية" حياتنا المشوّهة..
ونلطم نحن الذين نحبها كأم وأخت وزوجة وبنت وزميلة وعشيقة وحبيبة. نحبها هنا في الحياة الدنيا وبدون نفاق وبدون عقد نفسية، وهي تحبنا أيضاً. نشكو ونعود لدائرتنا المغلقة.!. – لا أستبعد أن يقوم الرئيس السوري لاحقاً برفض مشروع قانون الأحوال الشخصية السوري ذو النسخة السلفية الجديدة، ليعود يرافقه حملة تأييد وشكر وتجديد للبيعة وتمجيد لحكمته بسبب رؤيته العصرية-.!..
في رواية لتولستوي، يصبح الرجل النبيل مجرم قاتل من خلال همجية متوحشة نتيجة غِيرته، يقتل زوجته ليزا والدة أطفاله. ليزا وبغياب الزوج تتعشى في بيتهم مع عازف الكمان، ويعود الرجل الزوج للبيت فجأة وبشكل لم يكن متوقعاً، لم يستطع ضبط نفسه ويتحول فوراً إلى مجرم قاتل. هذا مختصر الرواية والتي تتكرر في شرقنا بأشكال مختلفة وأحياناً كثيرة بريئة تماماً من أي عازف كمان، أو حتى من أي رجل، ورغم ذلك خلال لحظات يصبح الرجل "النبيل" والحاضر دائماً – يصبح مجرماً متوحشاً وضيعاً ويحميه القانون..
نعيش في بداية الألفية الثالثة. وفي الصباح، يلبس الرجل ثيابه بأناقة مع ربطة العنق، والمرأة - حتى في ثيابها البسيطة تحاول أن تظهر ذات جاذبية وأنوثة مُلفتة للنظر، مثلاً تضع أحمر الشفاه أو تلاعب خصلة شعر يبدو لنا نحن الرجال أنها تُزعجها. ويمضي كل واحد في هذه المعركة الكبيرة، ليس من أجل بناء "الأمة والوطن"، ولا من أجل اكتشاف شيء جديد في هذا العالم..
المرأة تريد أن تظهر كامرأة بكل ما تحمله من معنى، وهناك الرجل الشرقي بربطة عنقه المتأرجحة مع عقله "غير الناقص" وغريزته وتناقضاته – والحقيقة أنهما مع بعضهما يشكلان المجتمع، وخلف كل هذا يتلبد الحب، ويتشوّه الإعجاب، في كل شيء تقريباً.
في كل امرأة هناك الأنوثة والجاذبية والغندرة على القوائم الرشيقة، وهناك عيون الرجل المحرومة المقيدة بقوانين المجتمع والدين وأعرافه، والتي تختصر كل هذا بنظرات الاغتصاب والنفاق. الرجل الشرقي "مريض" في تعامله مع المرأة وفي تعامله مع الجنس، يسمح لنفسه إذا كان بدون مراقبة عمل كل تطرف يتناقض مع "قيمه" وبهذا يشوّه نفسه ويفضح تشوهات تلك "القيم". البسمة الساحرة للمرأة وحرقتها وحرمانها و"عورتها" التي اخترعها الذكر الشرقي والتي هي عقدته حتى القبر – كل هذا الكمّ المُزيّف والمشوّه هو نحن، هو الشرق العربي.
لقد كانت المرأة زنجي (عبد) العالَم، وتحررت من هذا النير إلاّ في شرقنا العربي المسلم. وغالباً ما نتجاهل ونتناسى أن كل المجتمعات في العالم بلا استثناء وحيث تعيش المرأة على روشيتة بلادنا هي مجتمعات متخلفة في كل شيء بلا استثناء، وفي المقابل حيث تعيش المرأة كإنسانة ومواطنة محترمة مضمونة حقوقها، نجد تلك البلاد متطورة في كل شيء بلا استثناء.
أين المشكلة؟ فيهن؟ في الرجال؟ في الدولة وأنظمتها وتحالف حكامها مع شيوخ التجهيل؟ في الثقافة والتراث؟. ولماذا دائماً يهرع الذكر الشرقي للدين لتبرير استبداده وتخلفه؟ أم الدين يجعل الرجل ذكراً مريضاً ومجرماً؟ كيف يمكن إعادة تأهيل المجتمع بالكامل؟ وكيف يمكن محاسبة ومعاقبة "العدالة" السورية على طلاقها بالأربع مع كل العدالة وقوانين حقوق الإنسان العالمية؟ هل تستطيع امرأة ارتكاب كل تلك "الخطايا الوهمية" بدون رجل ذكر؟ وما معنى حدود الحرية الشخصية؟ أليس هذا السلوك وقيمه المشوّهة هو العنصرية؟ ألا يمكن اعتبار هذا "الرجل" أساس "الفتنة"؟..
لننظر صور المجلات والتلفزيون والأخبار! هناك الرجال الدبلوماسيون، تلمع وجوههم وبسماتهم وخبثهم في أكثر الأمكنة، من الصين حتى أمريكا، لكنه في رأس كل واحد منهم يجول شيء مهم جداً وهو أنه مساءً كيف يستطيع أن يكون على سرير عشيقته أو حبيبته أو زوجته. والطبيب، متخصص رائع، ينجز عملياته بمهارة ومسئولية كبيرة، يُنقذ من الموت، يزرع القلب و… وفي أول فرصة سانحة يفكّر بالمرأة ويركض لعناقها..
أو إذا نظرنا إلى أستاذة رياضيات مثلاً، من أفضل المدرسين وقبل خروجها من الثانوية أو الجامعة تقوم بمراجعة هندامها ورجليها وجمالها وتنظر في مرآتها و... وهذا لا يعني وكأنه إشعارٌ لرغبتها في مضاجعة شخص ما. هذا كله سلوك طبيعي وجميل، يُحرّك ويُحرّض داخلياً مشاعر الإنسان والجاذبية والثقة بالنفس ويرعاها.
إن ذلك الشكل الاستعراضي اليومي يشبه رقصة الغزلان..
هذه الروعة، "رغبة الحب" إلى متى تستمر؟ لا يمكن معرفتها، لكنه نعم يجب أن نعيشها كرقصة الغزلان..
مشكلة كبيرة بلا شك الجريمة الوحشية التي يرتكبها الرجل ضد المرأة، مشكلة للرجل كما هي للمرأة، لكن هذا الجنون غير مفهوم منطقياً وعقلياً، هذه الغيرة لا متناهية الوحشية، هذه ليست فقط دراما بل هي كامل العلاقة غير الواضحة الحدود بين الرجل والمرأة.
يبحث الأول عن عاشقة والثاني عن زوجة مثالية وفية، ويبحث الثالث عن أم لأطفاله والرابع عن رفيقة نضال تساعده في الحياة... و..
من أجل أن يستطيع الإنسان العيش لا بد من وضوح للعلاقة المتكافئة، لا بد أن يكون لكل واحد حلم عن الحياة وعن العلاقة الثنائية وعن الرغبات والأهداف. إذا لم يكن مثل تلك الأحلام – أعتقد أن الأمور لن تسير بالشكل الطبيعي. ويمكن أن يكون هناك حلم لنعود في المستقبل بتشويهه وبالتالي لا نستطيع تحقيقه. لكنه لا يجوز التخلي عن الحلم، أقل ما يمكن أن يكون هذا الحلم كحد أدنى للعلاقة..
في كتاب عنوانه "حكمة نساء الأسكيمو" نقرأ، "يستطيع الرجل أن ينقطع عن العالم، عن المشاعر والأحاسيس، أن يكون بلا روح، أن يبقى وحيداً كحبة الفاصولياء. يستطيع الرجل أن يشحن روحه بسعادة مشوهة وغير حقيقية من أجل رغبة شخصية - مثلاً الحصول على النقود، أو السمعة الكبيرة والنفوذ أو من أجل نجاحه في الحياة. ويمكن أن يعيش الرجل حياته كاملة هكذا، لكنه في لحظة الموت يشعر بحجم المأساة، يشعر - ولكن بعد فوات الأوان، بأن حياته كلها كانت فاقدة لشيء، وربما كان هذا الذي ينقصه أهم شيء في الحياة..
الرجل يستطيع أن يقوم بمثل ذلك، أن يعيش حياته بدون الانتباه لأهم شيء في الحياة، لكن المرأة لا تستطيع. لأن النساء يمثلن الرعاية والحب، والحب والرعاية تحمي الرجل من أن يعيش حياة كاذبة مشوهة. على كل امرأة أن تعرف أنه بدون محبتها ورعايتها يصبح العالم متوحش..". هل هناك أجمل من هذه الكلمات؟.
كم نحن بحاجة إلى نساء الأسكيمو، وطبعاً إلى رجال الأسكيمو أيضاً، لأنهم لا يقومون بذلك من أجل مكافأة في الجنة أو في أي دكان للشعوذة.. متى يعرف الذكر العربي والمسلم التفريق بين المرأة والأنثى؟..
إن الرجل الذي يدافع عن حقوق المرأة، يدافع عن سعادته وعن شخصيته التي لا تكتمل إلاّ بها، لا يشعر برجولته بدونها، لا يشعر بإنسانيته إلاّ معها. بعض المتفذلكين يقولون أن المرأة تُكمل الرجل ولا تساويه، لكن تلك الذكور لا يمكنها القول بأن الرجل يُكمل المرأة أيضاً ولا يساويها!..
لو كان ثواب الإيمان بلا نساء كم رجل عربي ومسلم يمارس شعائره الدينية؟.. لو كانت "الفتوحات" بدون سبايا وغنائم كم توسعت؟.. لو كانت الجنة بدون حوريات كم كان عدد مرشحيها؟.. لو..، لو نطرح أسئلتنا بدون خوف!.
هواء الثلوج التي تجمّد قرى الأسكيمو أعقل وأجمل من هواء الكثير من المدن الكبيرة الحارة، ونحن ما أحوجنا إلى هواء تلك الثلوج غير الملّوث..
يقول توماس مان في كتابه القانون "يمكن خرق القانون، لكنه لا توجد حياة بلا قانون.!". والقانون يجب أن يكون متكافئ على الرجل والمرأة. وقد تكون مهمة النخبة المثقفة من فنانين وكتاب وأساتذة .. إلخ. ألاّ تترك فرصة دون إسماع الصوت من أجل إلغاء الحيف القانوني والاجتماعي ورفعه عن كاهل المرأة، إن كلماتهم تؤثر أكثر وأكثر.. شجاعة أكثر وأكثر بوجه الفكر الظلامي "المتعنتر". النخبة تلك تعطينا المثل والأمل أكثر وأكثر..
يمكن أن يفقد المرء "إيمانه" أو أمله في شخصٍ ما، لكنه لا حياة بلا أمل. الأمل أن يقهر الصعوبات، نحو الأفضل. بدون أمل لا معنى للحياة، لا مدارس، لا أطفال، ولا علاج. بدون أمل لا يوجد حب، ولا رقص الغزلان..
الأمل هو ذلك العصفور الذي يعرف أن الفجر قريب، رغم وجود الظلام. بالأمل تزداد "الأخلاق شفافية"، والحرص على الأمل هو حرصٌ على الحب، الحب الذي يخجل الرجل الشرقي غالباً الاعتراف به. علينا التوفير في صرفهما قدر الإمكان، لأن امتلاكهما صعبٌ وقد تكون المحافظة عليهما أصعب أكثر.!
متى يبدأ الأمل بالشروق عند رجل بلادي الشرقيّ؟.. متى يعرف أنه بدون محبتها ورعايتها يبقى العالَم متعثّر؟.
حرب دائرة منذ بداية الزمن الذكوري. ومازلنا نحن شركاء فيها منذ ذلك الأزل. الرجل "لعنة" المرأة، والمرأة "لعنة" الرجل. رغم أن الطبيعة تفرض أن يكون الرجل سعادة وبَرَكة المرأة، والمرأة سعادة وبَرَكة الرجل.
عند الحديث عن جرائم "الشرف الرفيع والغليظ"، أو قراءة ما يتعلق في هذا ضمن مسودات المشاريع القانونية، يدق على "الجمجمة" جرس الحياة ومعناها الجميل و"رسالتها"، أو تلطم الجمجمة على حائط "مبكانا" في "عصفورية" حياتنا المشوّهة..
ونلطم نحن الذين نحبها كأم وأخت وزوجة وبنت وزميلة وعشيقة وحبيبة. نحبها هنا في الحياة الدنيا وبدون نفاق وبدون عقد نفسية، وهي تحبنا أيضاً. نشكو ونعود لدائرتنا المغلقة.!. – لا أستبعد أن يقوم الرئيس السوري لاحقاً برفض مشروع قانون الأحوال الشخصية السوري ذو النسخة السلفية الجديدة، ليعود يرافقه حملة تأييد وشكر وتجديد للبيعة وتمجيد لحكمته بسبب رؤيته العصرية-.!..
في رواية لتولستوي، يصبح الرجل النبيل مجرم قاتل من خلال همجية متوحشة نتيجة غِيرته، يقتل زوجته ليزا والدة أطفاله. ليزا وبغياب الزوج تتعشى في بيتهم مع عازف الكمان، ويعود الرجل الزوج للبيت فجأة وبشكل لم يكن متوقعاً، لم يستطع ضبط نفسه ويتحول فوراً إلى مجرم قاتل. هذا مختصر الرواية والتي تتكرر في شرقنا بأشكال مختلفة وأحياناً كثيرة بريئة تماماً من أي عازف كمان، أو حتى من أي رجل، ورغم ذلك خلال لحظات يصبح الرجل "النبيل" والحاضر دائماً – يصبح مجرماً متوحشاً وضيعاً ويحميه القانون..
نعيش في بداية الألفية الثالثة. وفي الصباح، يلبس الرجل ثيابه بأناقة مع ربطة العنق، والمرأة - حتى في ثيابها البسيطة تحاول أن تظهر ذات جاذبية وأنوثة مُلفتة للنظر، مثلاً تضع أحمر الشفاه أو تلاعب خصلة شعر يبدو لنا نحن الرجال أنها تُزعجها. ويمضي كل واحد في هذه المعركة الكبيرة، ليس من أجل بناء "الأمة والوطن"، ولا من أجل اكتشاف شيء جديد في هذا العالم..
المرأة تريد أن تظهر كامرأة بكل ما تحمله من معنى، وهناك الرجل الشرقي بربطة عنقه المتأرجحة مع عقله "غير الناقص" وغريزته وتناقضاته – والحقيقة أنهما مع بعضهما يشكلان المجتمع، وخلف كل هذا يتلبد الحب، ويتشوّه الإعجاب، في كل شيء تقريباً.
في كل امرأة هناك الأنوثة والجاذبية والغندرة على القوائم الرشيقة، وهناك عيون الرجل المحرومة المقيدة بقوانين المجتمع والدين وأعرافه، والتي تختصر كل هذا بنظرات الاغتصاب والنفاق. الرجل الشرقي "مريض" في تعامله مع المرأة وفي تعامله مع الجنس، يسمح لنفسه إذا كان بدون مراقبة عمل كل تطرف يتناقض مع "قيمه" وبهذا يشوّه نفسه ويفضح تشوهات تلك "القيم". البسمة الساحرة للمرأة وحرقتها وحرمانها و"عورتها" التي اخترعها الذكر الشرقي والتي هي عقدته حتى القبر – كل هذا الكمّ المُزيّف والمشوّه هو نحن، هو الشرق العربي.
لقد كانت المرأة زنجي (عبد) العالَم، وتحررت من هذا النير إلاّ في شرقنا العربي المسلم. وغالباً ما نتجاهل ونتناسى أن كل المجتمعات في العالم بلا استثناء وحيث تعيش المرأة على روشيتة بلادنا هي مجتمعات متخلفة في كل شيء بلا استثناء، وفي المقابل حيث تعيش المرأة كإنسانة ومواطنة محترمة مضمونة حقوقها، نجد تلك البلاد متطورة في كل شيء بلا استثناء.
أين المشكلة؟ فيهن؟ في الرجال؟ في الدولة وأنظمتها وتحالف حكامها مع شيوخ التجهيل؟ في الثقافة والتراث؟. ولماذا دائماً يهرع الذكر الشرقي للدين لتبرير استبداده وتخلفه؟ أم الدين يجعل الرجل ذكراً مريضاً ومجرماً؟ كيف يمكن إعادة تأهيل المجتمع بالكامل؟ وكيف يمكن محاسبة ومعاقبة "العدالة" السورية على طلاقها بالأربع مع كل العدالة وقوانين حقوق الإنسان العالمية؟ هل تستطيع امرأة ارتكاب كل تلك "الخطايا الوهمية" بدون رجل ذكر؟ وما معنى حدود الحرية الشخصية؟ أليس هذا السلوك وقيمه المشوّهة هو العنصرية؟ ألا يمكن اعتبار هذا "الرجل" أساس "الفتنة"؟..
لننظر صور المجلات والتلفزيون والأخبار! هناك الرجال الدبلوماسيون، تلمع وجوههم وبسماتهم وخبثهم في أكثر الأمكنة، من الصين حتى أمريكا، لكنه في رأس كل واحد منهم يجول شيء مهم جداً وهو أنه مساءً كيف يستطيع أن يكون على سرير عشيقته أو حبيبته أو زوجته. والطبيب، متخصص رائع، ينجز عملياته بمهارة ومسئولية كبيرة، يُنقذ من الموت، يزرع القلب و… وفي أول فرصة سانحة يفكّر بالمرأة ويركض لعناقها..
أو إذا نظرنا إلى أستاذة رياضيات مثلاً، من أفضل المدرسين وقبل خروجها من الثانوية أو الجامعة تقوم بمراجعة هندامها ورجليها وجمالها وتنظر في مرآتها و... وهذا لا يعني وكأنه إشعارٌ لرغبتها في مضاجعة شخص ما. هذا كله سلوك طبيعي وجميل، يُحرّك ويُحرّض داخلياً مشاعر الإنسان والجاذبية والثقة بالنفس ويرعاها.
إن ذلك الشكل الاستعراضي اليومي يشبه رقصة الغزلان..
هذه الروعة، "رغبة الحب" إلى متى تستمر؟ لا يمكن معرفتها، لكنه نعم يجب أن نعيشها كرقصة الغزلان..
مشكلة كبيرة بلا شك الجريمة الوحشية التي يرتكبها الرجل ضد المرأة، مشكلة للرجل كما هي للمرأة، لكن هذا الجنون غير مفهوم منطقياً وعقلياً، هذه الغيرة لا متناهية الوحشية، هذه ليست فقط دراما بل هي كامل العلاقة غير الواضحة الحدود بين الرجل والمرأة.
يبحث الأول عن عاشقة والثاني عن زوجة مثالية وفية، ويبحث الثالث عن أم لأطفاله والرابع عن رفيقة نضال تساعده في الحياة... و..
من أجل أن يستطيع الإنسان العيش لا بد من وضوح للعلاقة المتكافئة، لا بد أن يكون لكل واحد حلم عن الحياة وعن العلاقة الثنائية وعن الرغبات والأهداف. إذا لم يكن مثل تلك الأحلام – أعتقد أن الأمور لن تسير بالشكل الطبيعي. ويمكن أن يكون هناك حلم لنعود في المستقبل بتشويهه وبالتالي لا نستطيع تحقيقه. لكنه لا يجوز التخلي عن الحلم، أقل ما يمكن أن يكون هذا الحلم كحد أدنى للعلاقة..
في كتاب عنوانه "حكمة نساء الأسكيمو" نقرأ، "يستطيع الرجل أن ينقطع عن العالم، عن المشاعر والأحاسيس، أن يكون بلا روح، أن يبقى وحيداً كحبة الفاصولياء. يستطيع الرجل أن يشحن روحه بسعادة مشوهة وغير حقيقية من أجل رغبة شخصية - مثلاً الحصول على النقود، أو السمعة الكبيرة والنفوذ أو من أجل نجاحه في الحياة. ويمكن أن يعيش الرجل حياته كاملة هكذا، لكنه في لحظة الموت يشعر بحجم المأساة، يشعر - ولكن بعد فوات الأوان، بأن حياته كلها كانت فاقدة لشيء، وربما كان هذا الذي ينقصه أهم شيء في الحياة..
الرجل يستطيع أن يقوم بمثل ذلك، أن يعيش حياته بدون الانتباه لأهم شيء في الحياة، لكن المرأة لا تستطيع. لأن النساء يمثلن الرعاية والحب، والحب والرعاية تحمي الرجل من أن يعيش حياة كاذبة مشوهة. على كل امرأة أن تعرف أنه بدون محبتها ورعايتها يصبح العالم متوحش..". هل هناك أجمل من هذه الكلمات؟.
كم نحن بحاجة إلى نساء الأسكيمو، وطبعاً إلى رجال الأسكيمو أيضاً، لأنهم لا يقومون بذلك من أجل مكافأة في الجنة أو في أي دكان للشعوذة.. متى يعرف الذكر العربي والمسلم التفريق بين المرأة والأنثى؟..
إن الرجل الذي يدافع عن حقوق المرأة، يدافع عن سعادته وعن شخصيته التي لا تكتمل إلاّ بها، لا يشعر برجولته بدونها، لا يشعر بإنسانيته إلاّ معها. بعض المتفذلكين يقولون أن المرأة تُكمل الرجل ولا تساويه، لكن تلك الذكور لا يمكنها القول بأن الرجل يُكمل المرأة أيضاً ولا يساويها!..
لو كان ثواب الإيمان بلا نساء كم رجل عربي ومسلم يمارس شعائره الدينية؟.. لو كانت "الفتوحات" بدون سبايا وغنائم كم توسعت؟.. لو كانت الجنة بدون حوريات كم كان عدد مرشحيها؟.. لو..، لو نطرح أسئلتنا بدون خوف!.
هواء الثلوج التي تجمّد قرى الأسكيمو أعقل وأجمل من هواء الكثير من المدن الكبيرة الحارة، ونحن ما أحوجنا إلى هواء تلك الثلوج غير الملّوث..
يقول توماس مان في كتابه القانون "يمكن خرق القانون، لكنه لا توجد حياة بلا قانون.!". والقانون يجب أن يكون متكافئ على الرجل والمرأة. وقد تكون مهمة النخبة المثقفة من فنانين وكتاب وأساتذة .. إلخ. ألاّ تترك فرصة دون إسماع الصوت من أجل إلغاء الحيف القانوني والاجتماعي ورفعه عن كاهل المرأة، إن كلماتهم تؤثر أكثر وأكثر.. شجاعة أكثر وأكثر بوجه الفكر الظلامي "المتعنتر". النخبة تلك تعطينا المثل والأمل أكثر وأكثر..
يمكن أن يفقد المرء "إيمانه" أو أمله في شخصٍ ما، لكنه لا حياة بلا أمل. الأمل أن يقهر الصعوبات، نحو الأفضل. بدون أمل لا معنى للحياة، لا مدارس، لا أطفال، ولا علاج. بدون أمل لا يوجد حب، ولا رقص الغزلان..
الأمل هو ذلك العصفور الذي يعرف أن الفجر قريب، رغم وجود الظلام. بالأمل تزداد "الأخلاق شفافية"، والحرص على الأمل هو حرصٌ على الحب، الحب الذي يخجل الرجل الشرقي غالباً الاعتراف به. علينا التوفير في صرفهما قدر الإمكان، لأن امتلاكهما صعبٌ وقد تكون المحافظة عليهما أصعب أكثر.!
متى يبدأ الأمل بالشروق عند رجل بلادي الشرقيّ؟.. متى يعرف أنه بدون محبتها ورعايتها يبقى العالَم متعثّر؟.
الأحد يناير 08, 2012 2:37 pm من طرف نعيم كمو
» صوت صديقتي
الأحد يناير 08, 2012 2:31 pm من طرف نعيم كمو
» وردة حمراء في الأفق البعيد
الجمعة يونيو 17, 2011 8:31 pm من طرف نعيم كمو
» أعيادك يا نيسان عيد الإستقلال الوطني في سوريه
السبت أبريل 16, 2011 6:26 pm من طرف نعيم كمو
» لماذا الرحيل
الجمعة أبريل 15, 2011 9:14 pm من طرف نعيم كمو
» حوار بين حواء وآدم
الأحد أبريل 10, 2011 8:51 pm من طرف نعيم كمو
» الفرق بين الأمس واليوم
الخميس أبريل 07, 2011 1:37 pm من طرف نعيم كمو
» وين الغوالي
السبت ديسمبر 18, 2010 6:29 pm من طرف ميشيل ميرو
» تعالي نسكن الفردوس
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 9:19 pm من طرف نعيم كمو
» عدت يا صيف
الإثنين أكتوبر 11, 2010 8:21 pm من طرف امل