تُعد عبارة " الحيلة والفتيلة " من أشهر الاصطلاحات الشعبية المتداولة على ألسنة النساء اللبنانيات، دون الاهتمام بمعرفة أساسها وفهم حقيقتها. فتقول المرأة عن شيء ثمين عندها، وليس عندها سواه : " هذا الحيلة والفتيلة "، كما تقول لخطيب ابنتها مثلاً، إذا سأل عن البائنة : " أعطيتها الحيلة والفتيلة – كذا مبلغ من المال – هو كل ما عندي "، حتى أنها قد تقول أحياناً عن ابن وحيد عندها : " هذا هو الحيلة والفتيلة ". فما هي الحيلة وما هي الفتيلة؟.
لنرجع جيلين أو أكثر إلى الوراء. في ذلك الزمان كانت العروس تُحضر معها جهازها إلى بيت عريسها في صندوق حَفر جوز مُطعّم نُقشت عليه غالباً بعض التعاويذ مثل : " عين الحسود تبلى بالعمى "، " وهذا من فضلُ ربّي "، وما أشبه ذلك. وفي الصندوق، بالإضافة إلى الألبسة الخارجية وإلى " بقجة " الألبسة الداخلية تُوضع " السَّبوبة ".
" والسَّبوبة " هذه تَحتفظ بها المرأة إلى آخر حياتها، فيُقال بعد موتها، مثلاً : " وُجِدَ في سبّوبتها كذا مبلغ من المال ". وهي كيس من الحرير المُطرّز تضع فيه العروس، بالإضافة إلى ما عندها من حُلي، رزمة فتائل ورزمة دكك.
ومنذ وصولها إلى منزل عريسها – ويكون ذلك غالباً في المساء – تَعمد إلى سراج البيت، فتنتزع فتيلته وتضع مكانها إحدى فتائلها وتشعلها بنفسها، رمزاً لنور عهدٍ جديد وحياة مُشرِقة بالأمل.
وكان على العريس أن يتجالد فلا يقترب من العروس حتى ينتهي احتراق الفتيلة، فإذا كانت الفتيلة طويلة تضَايقَ العريس، ولذلك يُقال عن المرأة، إذا كانت كثيرة الكلام وتحب المماحكة والجِدال : " أُف ما أطول فتيلتها ".
وكانت التقاليد تُجِب على العروس أن تصنعَ لشنتيانها دكّة من الحرير مع رزمة دكك احتياطية تضعها في سبّوبتها. وكان عليها، ربما بإرشاد والدتها أو إحدى نسيباتها، أن تحتال في عقد دكّتها بحيث يصعُب فكّها، ولا يجوز قطعها، فكان على العريس أن يستعين أحياناً بأظافره وأحياناً بأسنانه ليتمكن أخيراً من حل العقدة التي كانوا يُسمونها " حيلة ".
إذ كُلّما تأخر العريس في حل حيلة العروس كان ذلك رمز تعفّفها. ولذلك يُقال عن المرأة المستهترة – من قبيل الاستعارة – " ألله يلعنها، دكّتها رخوه "، كما يُقال عن المرأة التي تتبنى ولداً، أنها أنزلته من دكّتها، إذ كان على الطفل أن يمر تحت دكة المرأة ليصبح ابنها بالتبني.
أما عن " الحيلة " فما زلنا نسمع بعض القرويين، إذا انعقد الحبل معهم عقدة يصعُب حلّها، يقولون أن الحبل معقود عقدة " حيلة ".
وهكذا تبدو أهمية " الحيلة والفتيلة " في حياة امرأة ذلك الزمان، إذ كان يُمكن أن تأتي العروس إلى بيت زوجها بدون صندوق مُطعّم، وبدون " بقجة " وبدون حُلي، لكن التقاليد لم تكن تسمح لها أن تأتي إلى بيت عريسها بدون " الحيلة والفتيلة ".
ولذلك كانت تقول عن أثمنِ ما عندها، شرط أن لا يكون عندها سواه :" هذا هو الحيلة والفتيلة "!
لنرجع جيلين أو أكثر إلى الوراء. في ذلك الزمان كانت العروس تُحضر معها جهازها إلى بيت عريسها في صندوق حَفر جوز مُطعّم نُقشت عليه غالباً بعض التعاويذ مثل : " عين الحسود تبلى بالعمى "، " وهذا من فضلُ ربّي "، وما أشبه ذلك. وفي الصندوق، بالإضافة إلى الألبسة الخارجية وإلى " بقجة " الألبسة الداخلية تُوضع " السَّبوبة ".
" والسَّبوبة " هذه تَحتفظ بها المرأة إلى آخر حياتها، فيُقال بعد موتها، مثلاً : " وُجِدَ في سبّوبتها كذا مبلغ من المال ". وهي كيس من الحرير المُطرّز تضع فيه العروس، بالإضافة إلى ما عندها من حُلي، رزمة فتائل ورزمة دكك.
ومنذ وصولها إلى منزل عريسها – ويكون ذلك غالباً في المساء – تَعمد إلى سراج البيت، فتنتزع فتيلته وتضع مكانها إحدى فتائلها وتشعلها بنفسها، رمزاً لنور عهدٍ جديد وحياة مُشرِقة بالأمل.
وكان على العريس أن يتجالد فلا يقترب من العروس حتى ينتهي احتراق الفتيلة، فإذا كانت الفتيلة طويلة تضَايقَ العريس، ولذلك يُقال عن المرأة، إذا كانت كثيرة الكلام وتحب المماحكة والجِدال : " أُف ما أطول فتيلتها ".
وكانت التقاليد تُجِب على العروس أن تصنعَ لشنتيانها دكّة من الحرير مع رزمة دكك احتياطية تضعها في سبّوبتها. وكان عليها، ربما بإرشاد والدتها أو إحدى نسيباتها، أن تحتال في عقد دكّتها بحيث يصعُب فكّها، ولا يجوز قطعها، فكان على العريس أن يستعين أحياناً بأظافره وأحياناً بأسنانه ليتمكن أخيراً من حل العقدة التي كانوا يُسمونها " حيلة ".
إذ كُلّما تأخر العريس في حل حيلة العروس كان ذلك رمز تعفّفها. ولذلك يُقال عن المرأة المستهترة – من قبيل الاستعارة – " ألله يلعنها، دكّتها رخوه "، كما يُقال عن المرأة التي تتبنى ولداً، أنها أنزلته من دكّتها، إذ كان على الطفل أن يمر تحت دكة المرأة ليصبح ابنها بالتبني.
أما عن " الحيلة " فما زلنا نسمع بعض القرويين، إذا انعقد الحبل معهم عقدة يصعُب حلّها، يقولون أن الحبل معقود عقدة " حيلة ".
وهكذا تبدو أهمية " الحيلة والفتيلة " في حياة امرأة ذلك الزمان، إذ كان يُمكن أن تأتي العروس إلى بيت زوجها بدون صندوق مُطعّم، وبدون " بقجة " وبدون حُلي، لكن التقاليد لم تكن تسمح لها أن تأتي إلى بيت عريسها بدون " الحيلة والفتيلة ".
ولذلك كانت تقول عن أثمنِ ما عندها، شرط أن لا يكون عندها سواه :" هذا هو الحيلة والفتيلة "!
الأحد يناير 08, 2012 2:37 pm من طرف نعيم كمو
» صوت صديقتي
الأحد يناير 08, 2012 2:31 pm من طرف نعيم كمو
» وردة حمراء في الأفق البعيد
الجمعة يونيو 17, 2011 8:31 pm من طرف نعيم كمو
» أعيادك يا نيسان عيد الإستقلال الوطني في سوريه
السبت أبريل 16, 2011 6:26 pm من طرف نعيم كمو
» لماذا الرحيل
الجمعة أبريل 15, 2011 9:14 pm من طرف نعيم كمو
» حوار بين حواء وآدم
الأحد أبريل 10, 2011 8:51 pm من طرف نعيم كمو
» الفرق بين الأمس واليوم
الخميس أبريل 07, 2011 1:37 pm من طرف نعيم كمو
» وين الغوالي
السبت ديسمبر 18, 2010 6:29 pm من طرف ميشيل ميرو
» تعالي نسكن الفردوس
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 9:19 pm من طرف نعيم كمو
» عدت يا صيف
الإثنين أكتوبر 11, 2010 8:21 pm من طرف امل