مغصُ الرُّضَّع
كل الرضَّع يبكون ، فالبكاء أحد الطرق الأساسية لتواصلهم مع المحيط ، وبالطبع فإن بعضاً منهم يبكي أكثر من غيره ، والبعض الآخر يبكي طوال اليوم ولا يتوقف إلا أثناء النوم على الرغم من كونهم يتمتعون بصحة جيدة وقد تغذوا بطريقةٍ صحيحة كما أنهم موضع عناية جيدة . ولكن إذا لاحظتِ أن طفلك يبكي في وقت ثابت كل يوم دون أن تتمكني من تهدئته بالطرق الاعتيادية فربما كان طفلك يشكو بما يُدعى (مغص الرضع)
المغص ليس مرضاً بحد ذاته بل هو نموذج من البكاء المفرط دون سبب ظاهر . وتصيب هذه الحالة المحبطة وغير المفسرة 10% من الرضع تقريباً ، وهي تبدأ بعد الولادة بأسابيع قليلة وتصل أَشُدّها في عمر ستة أسابيع وتبدأ بالزوال بين الشهر الثالث والخامس .
يمكن لهذا المغص أن يكون مؤلماً لكِ ولطفلك وقد يريحك أن تعلمي أن هذه الحالة لن تدوم ، فخلال أسابيع قليلة سيستعيد طفلك سعادته وراحته وسوف تكونين قد اجتزت واحداً من أهم تحديات الأمومة بالنسبة لك .
الأعراض والعلامات
الرضيع المصاب بالمغص هو طفل سليم الصحة بعمرٍ أقل من أربعة أشهر ويشكو من أعراض خاصة تشمل ما يلي :
* نوبات معاودة متوقعة من البكاء : فالطفل المصاب بمغص الرضع يميل للبكاء في موعد شبه ثابت كل يوم وعادة في الفترة ما بعد العصر وفي المساء ، وتستمر النوبة من بضع دقائق وحتى ثلاث ساعات أو أكثر ، ويبدأ الطفل بالبكاء فجأة دون سبب واضح ، وقد تسمع صوت أمعاء الطفل أو تترافق الحالة بخروج الغازات قبيل نهاية نوبة المغص .
* فعالية الطفل أثناء النوبة : العديد من الأطفال المصابين يجذبون أرجلهم نحو البطن ويشدون قبضاتهم ويوترون بطنهم أو يحاولون التقلب إلى أحد الجانبين بشكل يوحي بوجود الألم أثناء نوبة البكاء .
* بكاء شديد بلا سبب : يكون بكاء الطفل شديداً ومتصلاً ويصبح لون وجه الطفل شديد الحمرة وهو لا يعنو لأي طريقة من طرق التهدئة التي اعتادت الأم ممارستها .
إذا كان طفلك قد ولد ولادة مبكرة فتوقعي أن يصاب بنوب المغص بعد ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الموعد الطبيعي المتوقع لولادته، فالخديج يميل للهدوء والنوم في البداية ويحتاج لفترة أطول ليصاب بالمغص .
أسباب مغص الرضيع
لا أحد يعلم تماماً ما هو سبب معاناة الرضيع من المغص ، وقد طرح الباحثون عدة احتمالات للتفسير منها :
* عدم تحمل أو التحسس لحليب البقر في الإرضاع الصناعي .
* عدم نضوج الجهاز الهضمي للرضيع بشكل يؤدي لتقلصات معوية شديدة .
* رجوع الطعام من المعدة إلى المري .
* زيادة الغازات في الأمعاء .
* التبدلات الهرمونية لدى الرضيع .
* غذاء الأم المرضع وكذلك حالة القلق لديها والكآبة بعد الولادة
* الاختلاف بين طريقة تغذية الرضيع والعناية المقدمة له .
* عوامل تخص طبع الرضيع ومزاجه .
وعلى الرغم من الأبحاث والاستقصاءات ما يزال من غير الواضح لماذا يصاب بعض الرضع بنوب المغص دون البعض الآخر ، وفي كل الأحوال تذكري دائماً بإن إصابة طفلك بالمغص لا يعني تقصيراً أو إهمالاً من طرفك . لقد طرحت عدة نظريات حول ما يجعل الطفل أكثر من غيره عرضة للإصابة بالمغص ولكن أيٍّ منها لم يلق القبول التام حتى الآن، وبعكس الاعتقاد الشائع فإن المولود الأول والإرضاع الصناعي ليسا من المؤهبات للإصابة بنوب المغص الذي يصيب البنات بنفس النسبة .
ونرى من المفيد أن نؤكد على عدم مسؤولية العوامل التالية في زيادة فرصة الإصابة :
- المولود الأول : إذا كنت قد أصبحت أماً للمرة الأولى فهذا لا يعني أن مولودك سوف يصاب بنوب المغص أكثر من مواليد الأمهات الأكثر خبرة ، لكن من المؤكد أنك ستكونين أكثر تأثراً بشكوى طفلكِ من الأمهات الخبيرات .
- الإرضاع الطبيعي : إذا أرضعت طفلك فليس من الضروري أن تكون حالة المغص التي يشكو منها ناتجة عن شيء تناولتيه في طعامك .
- الإرضاع الصناعي : الحليب الصناعي ليس سبباً من أسباب المغص ، بل هناك أنواع من الحليب الصناعي يمكن أن تخفف من المغص .
- عدم تحمل اللاكتوز : كل الرضع تقريباً لديهم درجة من عدم تحمل اللاكتوز ،
لكن العلاقة بين عدم تحمل اللاكتوز ومغص الرضع ما تزال غير مثبتة .
متى تستشيرين الطبيب ؟
بشكل عام لا توجد أدوية أو تركيبة علاجية آمنة وفعالة تماماً لعلاج مغص الرضع ، ولكن استشيري الطبيب قبل أن تعطي رضيعك أي دواء أو علاج منزلي كالأعشاب مهما بدا لك هذا العلاج مجرباً وفعالاً وآمناً .
قومي باستشارة الطبيب إذا لاحظت أن وزن طفلك لا يزداد أو إذا لاحظت أن تغوط طفلك أصبح مدمىً أو قاسياً ، ولا تترددي أبداً في استشارة الطبيب عندما تشعرين أن طفلك مريض بطريقة أو بأخرى ، بل توجهي للطبيب فوراً إذا شعرت أن بكاء طفلك ناتج عن سبب آخر غير المغص كأن يكون بسبب السقوط أو الرض أو الهز العنيف .
الكل يعلم أن بكاء الرضيع من المواقف المحبطة ، لذلك لا تترددي في طلب العون الطبي وفي طلب معونة الأهل والأصدقاء الأكثر خبرة منك ، ويصبح من المفروض عليك ترك أمر العناية بالطفل لأحد أفراد أسرتك أو لإحدى صديقاتك إذا شعرت أنك بدأت بالغضب لسماع صوت بكاء الطفل ، وامتنعي أنت وامنعي الآخرين عن هزّ الطفل بقوة بقصد إسكاته وإراحته فمن الثابت اليوم أن اهتزاز رأس الطفل بقوة قد يؤدي لأذيات دماغية خطيرة ومهددة للحياة أحياناً .
دور الطبيب
سوف يسعى الطبيب لتأكيد تشخيص مغص الرضيع اعتماداً على الأعراض والعلامات التي يبديها طفلك ، وهو سوف يفحص طفلك فحصاً شاملاً ليتحرى الأسباب الأخرى المؤدية لبكاء الطفل . ويعتبر تشخيص مغص الرضع من نوع تشخيص النفي أو الاستبعاد وهي طريقة يعرفها الأطباء وتعني أنه يجب نفي كل الأسباب الأخرى الشائعة منها والنادرة التي يمكن أن تكون وراء شكوى الرضيع قبل تقرير إصابته بمغص الرضع بما في ذلك الالتهابات والانتانات المعوية والبولية والمشاكل القلبية وانسداد الأمعاء والرضوض والكثير الكثير غيرها ، وقد يضطره الأمر للطلب منك إخضاع الطفل لبعض الفحوص المخبرية والشعاعية . وتذكري أن الطبيب مثلك يحرص تماماً على عدم تعريض طفلك لأية فحوص مخبرية أو شعاعية دون الحاجة الماسة لها.
اختلاطات الحالة
مع أن تأثير مغص الرضع قد يكون شديداً أو مأساوياً عليك ، لكن لا داعي للقلق بشأن تأثيرها السيء على صحة طفلك ، فالأطفال المصابون بالمغص ينمون ويتطورون بشكل طبيعي ولاتوجد دلائل على أن نوب المغص تترك عقابيل طبية ، وبعكس الاعتقاد الشائع فهي لن تزيد من احتمال حدوث الفتق السري أو الإربي لدى الرضيع ولا علاقة لها بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ .
الـمـعــالجة
يقوم الطبيب بفحص الرضيع لاستبعاد الأسباب الأخرى المؤدية للبكاء ويضع تشخيص تناذر المغص وبعدها يصف لطفلك أحد الأدوية التي تريحه من المغص وهو يعلم أن تلك الأدوية لا تخلو من التأثيرات الجانبية غير المرغوب بها خاصة إذا أخذت بجرعات عالية أو لفترات طويلة نسبياً ، مع العلم أنه لا يوجد من الأدوية ما يمنع تكرر نوب المغص أو يزيلها نهائياً ، لذلك سوف يركز الطبيب على اتباعك لاجراءات العناية الذاتية التي سترد لاحقاً وسوف يساعدك على العناية بطفلك إلى أن يجتاز هذه المرحلة الصعبة.
العناية الذاتية
عليك أن تجربي واحدة أو أكثر من الأفكار التالية وتذكري أن ما ينفع مرة قد لا يجدي نفعاً في المرة التالية
* حاولي إرضاع الطفل : فأحياناً يكون الجوع هو سبب المغص ، ولا تخشي من فرط الاطعام فالرضيع يمكن أن يستفرغ بسهولة ما يزيد عن جاجته من الطعام .
* حاولي بزجاجة الإرضاع : حتى ولو كنت ترضعين الطفل من ثدييك يمكن لك أن تعرضي على طفلك زجاجة الرضاعة الفارغة ؛ فبعض الرضع يميلون للحاجة الشديدة لفعل المص كفعالية مهدئة لهم ( مع الاهتمام بنظافتها وتعقيمها )
* قدمي لطفلك الماء : يكفي لدى بعض الرضع تقديم الماء لتهدئة المغص .
* احملي طفلك : يكفي أحياناً احتضان الطفل ليزيل عنه المغص ، وأحياناً يكون من المفيد لف الطفل بغطاء مناسب كالبطانية واحتضانه مع الانتباه إلى أن الدفء الزائد قد يوقظ الطفل من نومه ويزيد من شعوره بالمغص .
* تحركي وأنت تحملين الطفل : أرجحي وهزهزي طفلكِ بلطف بين ذراعيك أو باستعمال كرسي الطفل الهزاز أو اجعلي طفلكِ مستلقياً على بطنه على ركبتيك وقومي بأرجحة ركبتيك بلطف ، حاولي أيضاً أن تمشي حاملة طفلك .
* أسمعيه صوتك : خاطبي طفلك وأسمعيه بعض الكلمات الملّحنة أو غنّي له أغنية خاصة بالأطفال ، فغناؤك له إن لم يريحه هو فسوف يريحك أنت ويزيد من قدرتك على الصبر والاحتمال .
* جربي الخلفية الصوتية الرتيبة : يخف بكاء بعض الأطفال عندما يسمعون خلفية صوتية منخفضة ورتيبة مثل قولك "ششش" بشكل مستمر أثناء هزهزة طفلك في حضنك ، ومن الحيل الناجحة أيضاً إسماع الطفل صوت المكنسة الكهربائية أو عصارة الفواكه أو ساحبة الهواء ، وأحياناً يكون من المجدي وضع الطفل في كرسيه الهزاز قريباً من جلاية الصحون وهي تصدر أصواتها المنتظمة ، ويمكنك أيضاً إسماع طفلك صوت أمواج البحر المسجلة على كاسيت أو صوت تساقط المطر ، وحالما يبدأ طفلك بالنوم ابقي صوت الكاسيت مستمراً وحاولي تجنب رنين جرس الهاتف والأصوات الأخرى الطارئة في غرفة نوم طفلك وكذلك تجنبي فتح وإغلاق باب الغرفة بقوة .
* شجعي طفلك على تحرير الفضلات والغازات : مددي طفلك على بطنه في حضنك كي يسهل عليه تحرير الغازات والفضلات ، وأحياناً يفيده في ذلك تمسيد معدته بلطف ، ومن الأفضل تجنب إجراء الحقنة الشرجية من أجل ذلك .
* استعملي الحرارة اللطيفة : أعدي له حماماً دافئاً .
* حاولي غذائياً : قد يفيد طفلك في بعض الأحيان إجراء بعض التغييرات الغذائية وذلك بالاتفاق مع الطبيب ، وإذا كنت ترضعين طفلك من ثدييك فحاولي تجنب بعض الأطعمة التي تتناولينها مثل حليب البقر والمشروبات المنبهة كالقهوة والشاي والخضار المماثلة للملفوف والقرنبيط . وحاولي إرضاع طفلك من ثدي واحد في كل رضعه وإذا كنت تغذين طفلك حليباً صناعياً فاسألي الطبيب عن نوع آخر من الحليب ، وجربي تغذية الطفل بكميات أقل وبعدد أكبر من المرات ، وجربي أيضاً استبدال حلمة زجاجة الرضاعة أو استبدال الزجاجة بالكيس القابل للانخماص ، وجربي أيضاً تغيير العادات الغذائية لطفلك وحاولي تغذيته وأنت تحمليه في وضع أكثر عمودية . وتأكدي أن مسحوق الأرز والحبوب الأخرى لن تخفف من شكوى طفلك من المغص كما يقول البعض والتزمي بنصائح الطبيب الغذائية وأخبريه فوراً إذا كان لديك شك بأن طفلك يعاني من التحسس أو الأكزيما.
* اتصلي بالطبيب إذا بدأت حالة الطفل بالتغير : إذا كنت قلقة وتشعرين بأن طفلك يعاني من شيء آخر غير المغص فصدقي حدسك واتصلي بالطبيب . وتستطيعين مساعدة الطبيب بالتدوين في المفكرة في أي الأوقات يبكي طفلك ومتى يأكل ومتى ينام .
تذكري أن الطفل المصاب بالمغص هو سريع الاهتياج لكنه لا يفقد شهيته للطعام والرضاعة فإذا فقد طفلك اهتمامه بالرضاعة فهذا مؤشر على وجود حالة مرضية تستدعي المعالجة الطبية .
ساعدي نفسك
إن العناية بالرضيع المصاب بالمغص أمر محبط وموتر للأعصاب خاصة إذا كان طفلك الأول ، وحاولي مساعدة نفسك بطلب العون من الأهل والأصدقاء ليشاركوك الاهتمام بالطفل بشكل يسمح لك بالراحة لبضع ساعات تمضيها في النوم أو في نزهة خارج المنزل ولا تدعي الشعور بالذنب يتملكك بل فكري بأنك تقومين بذلك كي تكوني أكثر استعداداً للاهتمام بطفلك عند عودتك ، وحاولي التحدث مع الآخرين حول مشكلتك ففي ذلك الكثير من العزاء لك ، وتذكري أن حالة طفلك السيئة سوف تزول في شهره الثالث أو الخامس وسيستعيد حالته الهادئة وتزول متاعبه ، ولا تقيس أبداً نجاحك أو فشلك كأم بحالة البكاء لدى طفلك وتذكري أن بكاء الطفل هو أحد أهم وسائل تواصله مع محيطه .
المعالجة التكميلية
في الموروث الاجتماعي لكل ثقافة هناك العديد من الوصفات الشعبية وغير الشعبية لعلاج حالات مغص الرضع
( الوخز بالإبر- التمتين )، لكننا ننصحك دائماً باستئذان الطبيب نظراً لكونها غير مدروسة تماماً وربما تمتلك بعض التأثيرات غير المرغوب بها ، وأخبري الطبيب حول نيتك باستعمال أيٍّ من تلك الوصفات مهما بدت لك سليمة مثل مغلي البابونج أو النعناع فلدى الطبيب تتوافر المعرفة الطبية مع الخبرات المتراكمة وبالتزامك بتوصياته تحققين الاستفادة الأمثل لك ولطفلك .
كل الرضَّع يبكون ، فالبكاء أحد الطرق الأساسية لتواصلهم مع المحيط ، وبالطبع فإن بعضاً منهم يبكي أكثر من غيره ، والبعض الآخر يبكي طوال اليوم ولا يتوقف إلا أثناء النوم على الرغم من كونهم يتمتعون بصحة جيدة وقد تغذوا بطريقةٍ صحيحة كما أنهم موضع عناية جيدة . ولكن إذا لاحظتِ أن طفلك يبكي في وقت ثابت كل يوم دون أن تتمكني من تهدئته بالطرق الاعتيادية فربما كان طفلك يشكو بما يُدعى (مغص الرضع)
المغص ليس مرضاً بحد ذاته بل هو نموذج من البكاء المفرط دون سبب ظاهر . وتصيب هذه الحالة المحبطة وغير المفسرة 10% من الرضع تقريباً ، وهي تبدأ بعد الولادة بأسابيع قليلة وتصل أَشُدّها في عمر ستة أسابيع وتبدأ بالزوال بين الشهر الثالث والخامس .
يمكن لهذا المغص أن يكون مؤلماً لكِ ولطفلك وقد يريحك أن تعلمي أن هذه الحالة لن تدوم ، فخلال أسابيع قليلة سيستعيد طفلك سعادته وراحته وسوف تكونين قد اجتزت واحداً من أهم تحديات الأمومة بالنسبة لك .
الأعراض والعلامات
الرضيع المصاب بالمغص هو طفل سليم الصحة بعمرٍ أقل من أربعة أشهر ويشكو من أعراض خاصة تشمل ما يلي :
* نوبات معاودة متوقعة من البكاء : فالطفل المصاب بمغص الرضع يميل للبكاء في موعد شبه ثابت كل يوم وعادة في الفترة ما بعد العصر وفي المساء ، وتستمر النوبة من بضع دقائق وحتى ثلاث ساعات أو أكثر ، ويبدأ الطفل بالبكاء فجأة دون سبب واضح ، وقد تسمع صوت أمعاء الطفل أو تترافق الحالة بخروج الغازات قبيل نهاية نوبة المغص .
* فعالية الطفل أثناء النوبة : العديد من الأطفال المصابين يجذبون أرجلهم نحو البطن ويشدون قبضاتهم ويوترون بطنهم أو يحاولون التقلب إلى أحد الجانبين بشكل يوحي بوجود الألم أثناء نوبة البكاء .
* بكاء شديد بلا سبب : يكون بكاء الطفل شديداً ومتصلاً ويصبح لون وجه الطفل شديد الحمرة وهو لا يعنو لأي طريقة من طرق التهدئة التي اعتادت الأم ممارستها .
إذا كان طفلك قد ولد ولادة مبكرة فتوقعي أن يصاب بنوب المغص بعد ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الموعد الطبيعي المتوقع لولادته، فالخديج يميل للهدوء والنوم في البداية ويحتاج لفترة أطول ليصاب بالمغص .
أسباب مغص الرضيع
لا أحد يعلم تماماً ما هو سبب معاناة الرضيع من المغص ، وقد طرح الباحثون عدة احتمالات للتفسير منها :
* عدم تحمل أو التحسس لحليب البقر في الإرضاع الصناعي .
* عدم نضوج الجهاز الهضمي للرضيع بشكل يؤدي لتقلصات معوية شديدة .
* رجوع الطعام من المعدة إلى المري .
* زيادة الغازات في الأمعاء .
* التبدلات الهرمونية لدى الرضيع .
* غذاء الأم المرضع وكذلك حالة القلق لديها والكآبة بعد الولادة
* الاختلاف بين طريقة تغذية الرضيع والعناية المقدمة له .
* عوامل تخص طبع الرضيع ومزاجه .
وعلى الرغم من الأبحاث والاستقصاءات ما يزال من غير الواضح لماذا يصاب بعض الرضع بنوب المغص دون البعض الآخر ، وفي كل الأحوال تذكري دائماً بإن إصابة طفلك بالمغص لا يعني تقصيراً أو إهمالاً من طرفك . لقد طرحت عدة نظريات حول ما يجعل الطفل أكثر من غيره عرضة للإصابة بالمغص ولكن أيٍّ منها لم يلق القبول التام حتى الآن، وبعكس الاعتقاد الشائع فإن المولود الأول والإرضاع الصناعي ليسا من المؤهبات للإصابة بنوب المغص الذي يصيب البنات بنفس النسبة .
ونرى من المفيد أن نؤكد على عدم مسؤولية العوامل التالية في زيادة فرصة الإصابة :
- المولود الأول : إذا كنت قد أصبحت أماً للمرة الأولى فهذا لا يعني أن مولودك سوف يصاب بنوب المغص أكثر من مواليد الأمهات الأكثر خبرة ، لكن من المؤكد أنك ستكونين أكثر تأثراً بشكوى طفلكِ من الأمهات الخبيرات .
- الإرضاع الطبيعي : إذا أرضعت طفلك فليس من الضروري أن تكون حالة المغص التي يشكو منها ناتجة عن شيء تناولتيه في طعامك .
- الإرضاع الصناعي : الحليب الصناعي ليس سبباً من أسباب المغص ، بل هناك أنواع من الحليب الصناعي يمكن أن تخفف من المغص .
- عدم تحمل اللاكتوز : كل الرضع تقريباً لديهم درجة من عدم تحمل اللاكتوز ،
لكن العلاقة بين عدم تحمل اللاكتوز ومغص الرضع ما تزال غير مثبتة .
متى تستشيرين الطبيب ؟
بشكل عام لا توجد أدوية أو تركيبة علاجية آمنة وفعالة تماماً لعلاج مغص الرضع ، ولكن استشيري الطبيب قبل أن تعطي رضيعك أي دواء أو علاج منزلي كالأعشاب مهما بدا لك هذا العلاج مجرباً وفعالاً وآمناً .
قومي باستشارة الطبيب إذا لاحظت أن وزن طفلك لا يزداد أو إذا لاحظت أن تغوط طفلك أصبح مدمىً أو قاسياً ، ولا تترددي أبداً في استشارة الطبيب عندما تشعرين أن طفلك مريض بطريقة أو بأخرى ، بل توجهي للطبيب فوراً إذا شعرت أن بكاء طفلك ناتج عن سبب آخر غير المغص كأن يكون بسبب السقوط أو الرض أو الهز العنيف .
الكل يعلم أن بكاء الرضيع من المواقف المحبطة ، لذلك لا تترددي في طلب العون الطبي وفي طلب معونة الأهل والأصدقاء الأكثر خبرة منك ، ويصبح من المفروض عليك ترك أمر العناية بالطفل لأحد أفراد أسرتك أو لإحدى صديقاتك إذا شعرت أنك بدأت بالغضب لسماع صوت بكاء الطفل ، وامتنعي أنت وامنعي الآخرين عن هزّ الطفل بقوة بقصد إسكاته وإراحته فمن الثابت اليوم أن اهتزاز رأس الطفل بقوة قد يؤدي لأذيات دماغية خطيرة ومهددة للحياة أحياناً .
دور الطبيب
سوف يسعى الطبيب لتأكيد تشخيص مغص الرضيع اعتماداً على الأعراض والعلامات التي يبديها طفلك ، وهو سوف يفحص طفلك فحصاً شاملاً ليتحرى الأسباب الأخرى المؤدية لبكاء الطفل . ويعتبر تشخيص مغص الرضع من نوع تشخيص النفي أو الاستبعاد وهي طريقة يعرفها الأطباء وتعني أنه يجب نفي كل الأسباب الأخرى الشائعة منها والنادرة التي يمكن أن تكون وراء شكوى الرضيع قبل تقرير إصابته بمغص الرضع بما في ذلك الالتهابات والانتانات المعوية والبولية والمشاكل القلبية وانسداد الأمعاء والرضوض والكثير الكثير غيرها ، وقد يضطره الأمر للطلب منك إخضاع الطفل لبعض الفحوص المخبرية والشعاعية . وتذكري أن الطبيب مثلك يحرص تماماً على عدم تعريض طفلك لأية فحوص مخبرية أو شعاعية دون الحاجة الماسة لها.
اختلاطات الحالة
مع أن تأثير مغص الرضع قد يكون شديداً أو مأساوياً عليك ، لكن لا داعي للقلق بشأن تأثيرها السيء على صحة طفلك ، فالأطفال المصابون بالمغص ينمون ويتطورون بشكل طبيعي ولاتوجد دلائل على أن نوب المغص تترك عقابيل طبية ، وبعكس الاعتقاد الشائع فهي لن تزيد من احتمال حدوث الفتق السري أو الإربي لدى الرضيع ولا علاقة لها بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ .
الـمـعــالجة
يقوم الطبيب بفحص الرضيع لاستبعاد الأسباب الأخرى المؤدية للبكاء ويضع تشخيص تناذر المغص وبعدها يصف لطفلك أحد الأدوية التي تريحه من المغص وهو يعلم أن تلك الأدوية لا تخلو من التأثيرات الجانبية غير المرغوب بها خاصة إذا أخذت بجرعات عالية أو لفترات طويلة نسبياً ، مع العلم أنه لا يوجد من الأدوية ما يمنع تكرر نوب المغص أو يزيلها نهائياً ، لذلك سوف يركز الطبيب على اتباعك لاجراءات العناية الذاتية التي سترد لاحقاً وسوف يساعدك على العناية بطفلك إلى أن يجتاز هذه المرحلة الصعبة.
العناية الذاتية
عليك أن تجربي واحدة أو أكثر من الأفكار التالية وتذكري أن ما ينفع مرة قد لا يجدي نفعاً في المرة التالية
* حاولي إرضاع الطفل : فأحياناً يكون الجوع هو سبب المغص ، ولا تخشي من فرط الاطعام فالرضيع يمكن أن يستفرغ بسهولة ما يزيد عن جاجته من الطعام .
* حاولي بزجاجة الإرضاع : حتى ولو كنت ترضعين الطفل من ثدييك يمكن لك أن تعرضي على طفلك زجاجة الرضاعة الفارغة ؛ فبعض الرضع يميلون للحاجة الشديدة لفعل المص كفعالية مهدئة لهم ( مع الاهتمام بنظافتها وتعقيمها )
* قدمي لطفلك الماء : يكفي لدى بعض الرضع تقديم الماء لتهدئة المغص .
* احملي طفلك : يكفي أحياناً احتضان الطفل ليزيل عنه المغص ، وأحياناً يكون من المفيد لف الطفل بغطاء مناسب كالبطانية واحتضانه مع الانتباه إلى أن الدفء الزائد قد يوقظ الطفل من نومه ويزيد من شعوره بالمغص .
* تحركي وأنت تحملين الطفل : أرجحي وهزهزي طفلكِ بلطف بين ذراعيك أو باستعمال كرسي الطفل الهزاز أو اجعلي طفلكِ مستلقياً على بطنه على ركبتيك وقومي بأرجحة ركبتيك بلطف ، حاولي أيضاً أن تمشي حاملة طفلك .
* أسمعيه صوتك : خاطبي طفلك وأسمعيه بعض الكلمات الملّحنة أو غنّي له أغنية خاصة بالأطفال ، فغناؤك له إن لم يريحه هو فسوف يريحك أنت ويزيد من قدرتك على الصبر والاحتمال .
* جربي الخلفية الصوتية الرتيبة : يخف بكاء بعض الأطفال عندما يسمعون خلفية صوتية منخفضة ورتيبة مثل قولك "ششش" بشكل مستمر أثناء هزهزة طفلك في حضنك ، ومن الحيل الناجحة أيضاً إسماع الطفل صوت المكنسة الكهربائية أو عصارة الفواكه أو ساحبة الهواء ، وأحياناً يكون من المجدي وضع الطفل في كرسيه الهزاز قريباً من جلاية الصحون وهي تصدر أصواتها المنتظمة ، ويمكنك أيضاً إسماع طفلك صوت أمواج البحر المسجلة على كاسيت أو صوت تساقط المطر ، وحالما يبدأ طفلك بالنوم ابقي صوت الكاسيت مستمراً وحاولي تجنب رنين جرس الهاتف والأصوات الأخرى الطارئة في غرفة نوم طفلك وكذلك تجنبي فتح وإغلاق باب الغرفة بقوة .
* شجعي طفلك على تحرير الفضلات والغازات : مددي طفلك على بطنه في حضنك كي يسهل عليه تحرير الغازات والفضلات ، وأحياناً يفيده في ذلك تمسيد معدته بلطف ، ومن الأفضل تجنب إجراء الحقنة الشرجية من أجل ذلك .
* استعملي الحرارة اللطيفة : أعدي له حماماً دافئاً .
* حاولي غذائياً : قد يفيد طفلك في بعض الأحيان إجراء بعض التغييرات الغذائية وذلك بالاتفاق مع الطبيب ، وإذا كنت ترضعين طفلك من ثدييك فحاولي تجنب بعض الأطعمة التي تتناولينها مثل حليب البقر والمشروبات المنبهة كالقهوة والشاي والخضار المماثلة للملفوف والقرنبيط . وحاولي إرضاع طفلك من ثدي واحد في كل رضعه وإذا كنت تغذين طفلك حليباً صناعياً فاسألي الطبيب عن نوع آخر من الحليب ، وجربي تغذية الطفل بكميات أقل وبعدد أكبر من المرات ، وجربي أيضاً استبدال حلمة زجاجة الرضاعة أو استبدال الزجاجة بالكيس القابل للانخماص ، وجربي أيضاً تغيير العادات الغذائية لطفلك وحاولي تغذيته وأنت تحمليه في وضع أكثر عمودية . وتأكدي أن مسحوق الأرز والحبوب الأخرى لن تخفف من شكوى طفلك من المغص كما يقول البعض والتزمي بنصائح الطبيب الغذائية وأخبريه فوراً إذا كان لديك شك بأن طفلك يعاني من التحسس أو الأكزيما.
* اتصلي بالطبيب إذا بدأت حالة الطفل بالتغير : إذا كنت قلقة وتشعرين بأن طفلك يعاني من شيء آخر غير المغص فصدقي حدسك واتصلي بالطبيب . وتستطيعين مساعدة الطبيب بالتدوين في المفكرة في أي الأوقات يبكي طفلك ومتى يأكل ومتى ينام .
تذكري أن الطفل المصاب بالمغص هو سريع الاهتياج لكنه لا يفقد شهيته للطعام والرضاعة فإذا فقد طفلك اهتمامه بالرضاعة فهذا مؤشر على وجود حالة مرضية تستدعي المعالجة الطبية .
ساعدي نفسك
إن العناية بالرضيع المصاب بالمغص أمر محبط وموتر للأعصاب خاصة إذا كان طفلك الأول ، وحاولي مساعدة نفسك بطلب العون من الأهل والأصدقاء ليشاركوك الاهتمام بالطفل بشكل يسمح لك بالراحة لبضع ساعات تمضيها في النوم أو في نزهة خارج المنزل ولا تدعي الشعور بالذنب يتملكك بل فكري بأنك تقومين بذلك كي تكوني أكثر استعداداً للاهتمام بطفلك عند عودتك ، وحاولي التحدث مع الآخرين حول مشكلتك ففي ذلك الكثير من العزاء لك ، وتذكري أن حالة طفلك السيئة سوف تزول في شهره الثالث أو الخامس وسيستعيد حالته الهادئة وتزول متاعبه ، ولا تقيس أبداً نجاحك أو فشلك كأم بحالة البكاء لدى طفلك وتذكري أن بكاء الطفل هو أحد أهم وسائل تواصله مع محيطه .
المعالجة التكميلية
في الموروث الاجتماعي لكل ثقافة هناك العديد من الوصفات الشعبية وغير الشعبية لعلاج حالات مغص الرضع
( الوخز بالإبر- التمتين )، لكننا ننصحك دائماً باستئذان الطبيب نظراً لكونها غير مدروسة تماماً وربما تمتلك بعض التأثيرات غير المرغوب بها ، وأخبري الطبيب حول نيتك باستعمال أيٍّ من تلك الوصفات مهما بدت لك سليمة مثل مغلي البابونج أو النعناع فلدى الطبيب تتوافر المعرفة الطبية مع الخبرات المتراكمة وبالتزامك بتوصياته تحققين الاستفادة الأمثل لك ولطفلك .
» صوت صديقتي
» وردة حمراء في الأفق البعيد
» أعيادك يا نيسان عيد الإستقلال الوطني في سوريه
» لماذا الرحيل
» حوار بين حواء وآدم
» الفرق بين الأمس واليوم
» وين الغوالي
» تعالي نسكن الفردوس
» عدت يا صيف