زهور الأمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زهور الأمل

ثقافي -ابداعي - علمي - ادبي

نحن في هذه الدنيا مجرد زوار - لكن كل منا كلمات تختلف - منها نبقى او نندثر - فلتكن مواقفنا رجوله - ووجودنا بعد موتنا - اكيد ان كنا على خلق و عشنا بالامل و مع الامل - للجميع محبتي و اهلا و سهلا بكم
اذا اتاك هم فلا تقل يا رب ان همي كبير *** بل قل يا هم ان لي رب كبير --- لا تسرق ما لا تملكه فانك بهذا تصبح بنظر الاخرين مجرد جسد بلا روح -- و عند الله روح بلا وجود

المواضيع الأخيرة

» وتمر الأيام
سواق الأتوبيس Emptyالأحد يناير 08, 2012 2:37 pm من طرف نعيم كمو

» صوت صديقتي
سواق الأتوبيس Emptyالأحد يناير 08, 2012 2:31 pm من طرف نعيم كمو

» وردة حمراء في الأفق البعيد
سواق الأتوبيس Emptyالجمعة يونيو 17, 2011 8:31 pm من طرف نعيم كمو

» أعيادك يا نيسان عيد الإستقلال الوطني في سوريه
سواق الأتوبيس Emptyالسبت أبريل 16, 2011 6:26 pm من طرف نعيم كمو

» لماذا الرحيل
سواق الأتوبيس Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 9:14 pm من طرف نعيم كمو

» حوار بين حواء وآدم
سواق الأتوبيس Emptyالأحد أبريل 10, 2011 8:51 pm من طرف نعيم كمو

» الفرق بين الأمس واليوم
سواق الأتوبيس Emptyالخميس أبريل 07, 2011 1:37 pm من طرف نعيم كمو

» وين الغوالي
سواق الأتوبيس Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 6:29 pm من طرف ميشيل ميرو

» تعالي نسكن الفردوس
سواق الأتوبيس Emptyالأربعاء أكتوبر 20, 2010 9:19 pm من طرف نعيم كمو

» عدت يا صيف
سواق الأتوبيس Emptyالإثنين أكتوبر 11, 2010 8:21 pm من طرف امل


2 مشترك

    سواق الأتوبيس

    امل
    امل
    الاداره العامه
    الاداره العامه


    عدد المساهمات : 1771
    تاريخ التسجيل : 22/11/2009

    سواق الأتوبيس Empty سواق الأتوبيس

    مُساهمة من طرف امل الخميس أبريل 08, 2010 8:13 pm


    ( صوت صراخ العجلات لاحتكاكها بالإسفلت أيقظنا مذعورين ،
    مالت أجسامنا للأمام على إثر إمساك السائق بالكوابح ،
    توقفت الحافلة فجأة ،
    تخبط الواقفون ببعضهم البعض ، اصطدمت رؤوس الجالسين بمساند المقاعد أمامهم ،
    تساؤلات بدأت تتعالى هنا و هناك )
    ـ حصل إيه ؟
    ـ فيه إيه ؟
    ـ استر يا رب .....
    ـ خير اللهم اجعله خير ؟
    ( أتانا صوت الكمساري الواقف بجوار السائق )
    ـ معلش يا جدعان ، السواق تعبان شوية .
    ( بدأ القلق يسيطر على الجميع ، أخذ البعض يتساءل ساخطا )
    ـ و مصالحنا و أشغالنا يا جماعة ؟
    ـ ده أنا متأخرة على العيال و الله .
    ( وقف الشاب الذي كان يجلس بجوار السائق )
    ـ إيه يا جماعة ؟ أبويا تعبان و مش قادر يكمل ، يعني الراجل يموت نفسه عشان ترتاحم ؟
    ( يصرخ الكمساري )
    ـ حد يجي يشيل معانا عشان نمدده ورا .
    ( ابن السائق و الكمساري و بعض الركاب يحملون السائق إلى مؤخرة الحافلة )
    ـ وسعوا شوية عشان الراجل يقدر ياخد نفسه .
    ـ مية ، شوية مية الله يخليكم ، حد معاه كالونيا ؟
    ـ الراجل شكله تعبان مش ها يقدر يكمل .
    ـ طب و العمل إيه دلوقتي ؟
    ـ ما تشوفوا لنا سواق تاني .
    ـ ما تسوق انته يا عم الحاج .
    ( عندها أجاب الكمساري )
    ـ هي فتة و إلا فتة ؟ هو أي حد يسوق فيها و خلاص ؟
    ـ طب و العمل إيه دلوقتي ؟
    ( ينادي الكمساري على ابن السائق )
    ـ قوم يا كمال سوق بينا .
    ـ كمال مين لا مؤاخذة ؟
    ـ كمال ابن السواق هو اللي ها يسوق ، ده سواق أبا عن جد ، و بقى له مدة بيتدرب مع أبوه ع السواقة .
    ( عندها قام أحد الرجال معترضا )
    ـ كمال مين يا أبو كمال ؟ لا طبعا ، ها تتعلموا الحلاقة في روس اليتامى ؟
    ( صرخت فيهم )
    ـ فيه إيه يا جماعة ؟ كل دكتور عاوز يخلي ابنه دكتور بالعافية ، و كل حلاق عاوز ابنه يبقى حلاق ، حتى لعيب الكورة عاوز ابنه يبقى لعيب كورة ، و السواق كمان عاوز ابنه سواق ؟
    ـ و هو حرام و إلا إيه ؟ ما أنا ترزي و ابني ترزي .
    ـ لا طبعا مش حرام ، بس المفروض إنك تعلم أكتر من واحد ، مش بس ابنك و بعد كده تخلي الناس بقى هي اللي تقرر إن كان ابنك ترزي شاطر و إلا فيه اللي أحسن منه .
    ( صرخ أحد الرجال )
    ـ ده شكله عمره ما ساق موتوسيكل حتى ، تلاتة بالله العظيم ما يسوق بينا أبدا طول ما إحنا في الاتوبيس ده .
    ( حاول الكمساري الدفاع عن وجهة نظره )
    ـ يا جماعة ، و الله ده سواق ميكروباس قد الدنيا ، يلا يا كمال ....
    ( يذهب كمال إلى مقدمة الحافلة ، يقف أحد الرجال معترضا طريقه )
    ـ هي تركة و بتقسموها ؟ عليا النعمة ما هو سايق ...
    ( يصرخ الكمساري )
    ـ طب عليا الطلاق بالتلاتة ما حد ها يسوق غيره ، تعالى يا كمال ..
    ( يسحب كمال من يده ،
    يقفز أحد المعترضين و ينزع المفاتيح من مكانها )
    ـ طب طلاق على طلاقك ما هو سايق ، الميكروباس حاجة و الأتوبيس حاجة تانية خالص .
    ( تصرخ إحدى النساء )
    ـ ما يسوق يا جماعة ، أكيد هو أكتر واحد فينا بيعرف يسوق ، المهم إننا نوصل بالسلامة .
    ـ و مين قالك إن شاء الله إننا ها نوصل كده بالسلامة ؟
    ـ لا طبعا ما يسوقش ، هو العمر بعزقة و إلا بعزقة ؟
    ( ساد الهرج و المرج ، انقسمت الجموع إلى فرقتين ،
    عزف الفريقان كونشترو من السب العلني ،
    تطور العزف إلى تشابك بالأيدي ،
    تسلل الشجار إلى خارج الحافلة ،
    نزلت أحاول فض النزاع )
    ـ يا جماعة صلوا ع النبي ، بلاش كده ، حرام عليكم ، خليك انته الكبير يا عم الحاج ..
    ـ ما تشوف ابن ستين في سبعين ده بيقول إيه ...
    ـ ستين في سبعين يا ابن تمانيين في تسعين ؟ ....
    ( عندها تقدم أحد الرجال )
    ـ خلاص يا عم الحاج ، خلاص يا أستاذ ، أنا ممكن أسوق الأتوبيس ، أنا أصلا سواق تاكس ....
    ( عندها قال آخر )
    ـ و ما أسوقش أنا ليه ؟ على الأقل ابن عمي سواق أتوبيس ، و أنا اللي كل يوم أركن له الأتوبيس بتاعه في الجراج .
    ـ تلاتة بالله العظيم ما حد ها يسوق الاتوبيس ده إلا كمال ،
    يا جماعة افهموا الله يخليكم ،
    الأتوبيس ده متلصم ، ده المفروض يتكهن من عشر سنين ، ده لولا الأسطى (حسيني) الله يخليه ، هو اللي قعد يرقع فيه من هنا و من هنا لغاية ما خلاه زي ما انتم شايفين كده ، ما حدش في الدنيا دي كلها يعرف البلاوي المستخبية اللي فيه إلا هو و ابنه كمال ....
    ـ تقولش ها نسوق (الفانتوم) يا خي ؟
    ( تصرخ إحدى النساء )
    ـ ما تشوفوا لنا حل في الورطة اللي إحنا فيها دي يا ناس حرام عليكم .
    ( في هذه الأثناء تأتي شاحنة و تتوقف بجوارنا ، ينزل منها السائق يتساءل )
    ـ سلام عليكم ...
    ( يسلم على أحد الرجال ، فيحتضنه الرجل )
    ـ الحاج محمد ؟ أخبارك ؟ عامل إيه ؟ انته رجعت إمتى من بلاد بره ؟
    ـ أهلا يا عم حسن ، بقى لي شهرين دلوقتي ، أخبارك إيه ؟ خير ؟ إيه اللي موقفكم في الحتة المقطوعة دي ؟
    ـ السواق بعافية شوية ، و مش قادر يكمل .
    ـ طيب ، ما تيجي معايا أوصلك ؟
    ـ شكرا ، الله يخليك ، أصل معايا العيال .
    ـ طيب ، و ها تعملوا إيه ؟
    ـ أدينا بندور على حد يسوق الأتوبيس ..
    ( تقاطعهم إحدى النساء )
    ـ ما ينفعش تسوق بينا انته يا أسطى الله يستر عرضك ؟
    ( عندها يلتف حوله بعض الركاب )
    ـ أيوة الله يخليك ، لو ممكن تسوق بينا و تنجدنا م اللي احنا فيه ده .
    ـ عشان خاطري يا اسطى ، الواد تعبان ربنا يخلي لك عيالك .
    ـ أيوة بس أنا ....
    ( يقاطعه ثالث )
    ـ لو على الترلة يا سيدي ، روح اركنها في أي بنزينة .....
    ـ أيوة روح يا شيخ الله يعمر بيتك و لا يوقعك في ضيقة ...
    ( يقاطعهم رابع )
    ـ و لو عايز فلوس يا سيدي ها نجمع لك فلوس من بعضينا .
    ـ مش موضوع فلوس و الله .... أنا بس ...
    ـ إحنا واقعين في عرضك ربنا يسترك ...
    ـ حاضر ، حاضر ، طيب بس أروح أركن الشاحنة بتاعتي في أي بنزينة على الطريق و أرجع لكم .
    ـ روح إلهي يسترك يا شيخ ، بس بسرعة الله يخليك أصل الواد تعبان .
    ( يذهب السائق يركب شاحنته و ينطلق بها ، ينادي أحد الرجال في الجموع )
    ـ خلاص يا جماعة ، اتحلت خلاص ، سواق الترلة وافق و ها يروح يركن في أقرب بنزينة و يرجع يسوق بينا ...
    ( عندها يصرخ الكمساري )
    ـ مين ده اللي ها يسوق ؟ هي سايبة و إلا سايبة ؟ طب ده سواق ترلة ، ماله و مال الأتوبيسات ؟
    ـ هو انته عاوز تعطلنا و خلاص ؟
    ـ طب لو راجل من ظهر راجل خليه بس كده يلمس الأتوبيس ، تلاتة بالله العظيم قاتل يا مقتول النهاردة .
    ـ هو أنت يا ابن السواق هو اللي يسوق بينا يا بلاش .
    ـ على الأقل ابن السواق عارف الأتوبيس ده و حافظه مسمار مسمار و ترس ترس .
    ـ لأ بقى ، لو جيت للحق بقى الراجل ده كان أكبر سواق في بلاد بره ، ده غير المعارف اللي ليه في كل حته ، يعني لا قدر الله لو حصل للأتوبيس أيتها حاجة ممكن يتصرف .
    ـ تلاتة بالله العظيم ما حد ها يسوق إلا كمال .
    ـ طب يمين على يمينك ما حد سايق إلا الحاج محمد .
    ـ طب ابقى وريني كده الحاج محمد بتاعك ده ها يسوق إزاي .
    ـ و انته ابقى وريني ها تاخد المفاتيح مني إزاي ؟
    ـ هات المفاتيح أحسن لك .
    ( يحاول الكمساري التهجم على الرجل ، إلا أن بعض الرجال يمسكون بالكمساري و يقيدونه بالحبال ،
    عندها يحاول كمال التدخل ،
    عندها يصرخ أحد الرجال )
    ـ كتفوه هو كمان ابن السواق ده ...
    ( يقيدون كمال أيضا بالحبال ، يمددونه بجوار الكمساري ،
    ما هي إلا لحظات حتى تتوقف أحد السيارات الآتية من الاتجاه المعاكس ، ينزل منها سائق الشاحنة ، يصعد إلى مقعد السائق ، يصيح بالجموع )
    ـ يلا بينا .
    ـ يلا يا جدعان ، كله يطلع الأتوبيس .
    ( يصعد الركاب إلى الحافلة ،
    صرخت فيهم )
    ـ طب و الكمساري و كمال ؟
    ـ ها نخليهم هنا ، هيه ، ها تيجي معانا و إلا تخليك معاهم ؟
    ـ أيوة بس حرام نسيبهم كده ...
    ( صرخ أحدهم )
    ـ سيبك منه و اطلع يا اسطى ، ده شكله معاهم ...
    ( لم أجد فائدة من البقاء بجوارهم ، على الأقل حتى أستطيع إرسال من ينقذهم ، صعدت إلى الحافلة ، صرخت إحدى النساء )
    ـ الله يخليك يا أسطى نفسي أقعد شوية بالواد التعبان ده .
    ( يقف السائق يأمر الجالسين )
    ـ الجماعة اللي قاعدين يقفوا و يخلوا الواقفين يقعدوا .
    ( يتذمر الجالسون بينما يهلل الواقفون )
    ـ يا إما تلاتة بالله العظيم ما أنا سايق .
    ( يتوسط أحد الواقفين )
    ـ خلينا نريح بعض بس شوية يا جماعة .
    ( يقف بعض الجالسين و يجلس بعض الواقفين ، عندها تتحرك الحافلة ، أما أنا فوقفت أعلق عيني على الكمساري و كمال اللذان تمددا على الأرض لا يستطيعان الحراك ،
    ما هي إلا لحظات حتى شق الصمت صوت احتكاك العجلات بالإسفلت ،
    اهتزت عجلة القيادة بشدة في يد الحاج محمد ، تمايلت الحافلة يمينا و يسارا و خرجت عن الطريق ،
    صراخ و عويل هنا و هناك ،
    حاولت الإمساك بأي شيء تطوله يداي ،
    انقلبنا رأسا على عقب ،
    دقة قوية دقت رأسي ،
    سالت الدماء على وجهي ،
    أفقت على ألم فظيع يسيطر على جسدي ،
    تأوهات الرجال تختلط بصرخات النساء و الأطفال من حولي ،
    تحرش بسمعي صوت شماتة إحدى المغنيات يأتي من خلال سماعات الحافلة )
    ـ الصراحة راحة يا سيدي و انته
    ما بتعرفش .
    فارس بلا جواد
    فارس بلا جواد
    الاداره العامه
    الاداره العامه


    عدد المساهمات : 1568
    تاريخ التسجيل : 22/11/2009
    العمر : 55

    سواق الأتوبيس Empty رد: سواق الأتوبيس

    مُساهمة من طرف فارس بلا جواد الخميس أبريل 08, 2010 10:47 pm

    فعلا قصه رائعه

    الف شكر امل

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 12:31 am